في المستقبل القريب جداً، ستزين أفقَ الخبر منشأةٌ أيقونية على شكل دوامة، ستكون مركزاً للمنافسات الدولية الكبرى مثل كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034، بالإضافة إلى مباريات رياضية محلية وفعاليات ترفيهية وبرامج الصحة والرفاه العامة.

وبصفتها المطور لملعب أرامكو، تلتزم أرامكو بتطبيق معايير صارمة للصحة والسلامة في هذا الاستاد الرياضي الذي يتسع لـ 47,000 مقعد. فمنذ اللحظة الأولى لوضع حجر الأساس في حفل التدشين وحتى أول هتاف في يوم الافتتاح، نطمح إلى بناء ملعب من الطراز العالمي وفقًا لأعلى معايير السلامة في العالم.

إنه تحدٍّ كبير، لكنه ضروري لنجاح المشروع، فالسلامة تعني التأكد من أن الجميع يعودون إلى منازلهم سالمين.

أولوية السلامة

خلال مرحلة البناء، يعج موقع مشروع الاستاد بـ 74 رافعة ترفع وتثبت مكونات خرسانية وفولاذية ستستضيف يوماً ما عشرات الآلاف من مشجعي الرياضة من جميع أنحاء العالم. حالياً، يعمل أكثر من 6,000 عامل بنظام الورديات على مدار 24 ساعة يومياً، يؤدون مهام مثل اللحام، وتشغيل المعدات الثقيلة، وتوجيه المكونات الضخمة إلى أماكنها، وقد سجلوا حتى الآن 6.38 مليون ساعة عمل في سبيل تحقيق هدف استكمال المشروع بحلول عام 2026م.
وإلى جانب هذا العمل الضخم، تبني القوى العاملة في مشروع أرامكو شيئاً لا يقل أهمية: عقلية موحدة للسلامة بين آلاف العمال المُنتمين إلى 32 مقاولًا فرعياً مختلفًا.

يمكنك رؤية هذه العقلية في روتين الإحاطات اليومية للسلامة، من بين أكثر من 4,000 جلسة تدريبية أُجريت حتى الآن، إلى برامج التوعية المنظمة للعمال الجدد، والإحاطات اليومية قبل بدء المهام، والنقاشات الجماعية، وجميعها تركز ليس فقط على إنجاز المهام، ولكن على تنفيذها بطريقة حذرة ومسؤولة ومنضبطة.

ولأن المعرفة قوة، فجميع العمال في الموقع – سواء كانوا من موظفي أرامكو أو المقاولين – مخولون للتدخل والتصحيح و التعرف على الممارسات الآمنة، مما يعزز ثقافة السلامة من أساساتها. 

الاستفادة من التكنولوجيا

كما تتشكل ثقافة السلامة في المشروع من خلال التكنولوجيا أيضًا. ففي قلبها مركز قيادة ذكي للسلامة مزود بأنظمة مراقبة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ومن خلال تطبيق الكاميرات المحيطية بزاوية 360 درجة، وأنظمة منع تصادم الرافعات، وكاميرات مثبتة على الخطاطيف، يتم تعزيز الوعي اللحظي بالسلامة في موقع العمل. 

في مركز قيادة السلامة (SCC)، يقوم المراقبون بمراقبة جدارٍ من الشاشات التي تعرض بثاً مباشراً من جميع أنحاء موقع العمل. وتتيح الكاميرات رؤية بزاوية 360 درجة، مما يوفر وضوحًا لحظيًا للملاحظات والتفتيشات المتعلقة بالسلامة. فإذا ما شوهد عامل لا يرتدي خوذة أو يعمل على ارتفاع بدون حزام أمان، سيُطلق إنذار، ويتم الاتصال بمشرفه لمعالجة الوضع. ويمكن للنظام تزويد كل عامل بخوذة ذكية، تتيح لضباط السلامة التواصل المباشر مع العامل،

ومطالبته بإيقاف العمل والرجوع إلى مشرفه لتلقي التوجيهات الصحيحة.

ومن خلال منصة OASIS الرقمية، تحافظ الفِرق على رؤية لحظية عبر عمليات التفتيش والتدقيق وملاحظات السلامة، مما يمكّن من اتخاذ إجراءات سريعة وتبادل المعرفة على مستوى النظام. وفي أعمال التفتيش، نعمل على الحد من المخاطر التي قد يتعرض لها عمالنا باستخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة جودة الأعمال التي تُنجز في المواقع المرتفعة.

فريق واحد، معيار واحد

يتواجد ضباط السلامة من أرامكو في الموقع لمراقبة تنفيذ إجراءات السلامة في المهام الحرجة، مثل تحريك المعدات الثقيلة، والرفع الثقيل، والتجهيزات.

ومع وجود 32 شركة مقاولات فرعية كل منها بنظام سلامة خاص، يحرص ضباط السلامة لدينا على توحيد جميع الأعمال وفقًا لنفس معايير السلامة. فالأمان يتطلب التزامًا حقيقيًا وليس مجرد امتثال، لذا تنظم أرامكو وشركاؤها فعاليات تكريمية لتقدير السلوكيات الإيجابية، وتمنح جوائز وحوافز للفِرق التي تمثّل قدوة في تطبيق معايير السلامة للآخرين.

السلامة خارج حدود الموقع

لا تقتصر جهود الصحة والسلامة على منطقة البناء فقط. حيث تُعقد اجتماعات دورية بين أرامكو والمقاولين لمواءمة الجهود بشأن صحة ورفاه العمال. ولضمان سلامة المتعاقدين، الذين قد يتجاوز عددهم 10,000 في ذروة المشروع، تُنظَّم جلسات تدريبية للعمال والمشرفين لرفع الوعي بشأن العمل في درجات الحرارة العالية. حيث يتدرب العمال على كيفية التعرف على علامات الإجهاد الحراري، واتخاذ الإجراءات الوقائية، ومعرفة متى يجب الركون للراحة أو الاحتماء، والإجراءات الواجب اتخاذها إذا ما احتاج زميل إلى المساعدة الطبية. وقد تم تركيب حساسات حرارة مزودة بإنذارات للتحذير عند وصول الحرارة لمستويات خطيرة قد تؤثر على صحة العمال.

كما تم توفير مرافق طعام في الموقع، مع تطبيق معايير التموين لضمان حصول العمال على وجبات ساخنة وآمنة. وتم إنشاء مناطق راحة مظللة، وتوفير مراوح محمولة، ومبردات مياه كهربائية، وحافظات ماء، وزجاجات شرب شخصية للعمال. تشمل تدابير الرفاه أيضًا مرافق غسل اليدين والمراحيض الكافية.

وخارج الموقع، تُجرى تفتيشات منتظمة على مساكن العمال لضمان رعايتهم وراحتهم في العمل وخارجه.